سؤال هل نهتم بخلق الصف الثانى من القادة والمسؤولين.. بحكم خبرتى الممتدة لـ ٣٦ عاما فى العمل الحكومى أستطيع القول: أن المسؤول الواثق من نفسه والمتمكن من قدراته هو من يستعين بأصحاب القدرات وهو من يعمل جاهدا على خلق الصف الثاني، وهو من يجهز ويمهد الساحة لمن يخلفه، أما المسؤول الضعيف المهتز فهو من يجمع حوله فاقدى الموهبة من أقزام القدرات حتى يبدو وسطهم عملاقا وهو من يخشى تماما من خلق صف ثانٍ خوفا من أن يأتى من يخلفه فيكشف ضعفه وسوءاته.
ومما لاشك فيه أن هذا ما زاد إعجابى وتقديري للرئيس السادات رحمه الله كرجل دولة واثق من نفسه، والذى اختار حسنى مبارك قائد القوات الجوية فى حرب اكتوبر ليكون نائبا له ولم يبخل عليه بالتدريب والنصيحة وتكليفه بمهام داخلية ودولية، ومن ثم عندما رحل السادات وتولى مبارك كان لديه القدر المناسب من الخبرات التى مكنته من التواصل مع أجهزة الدولة ومع المجتمع الدولى.. رحم الله السادات ورحم مبارك.
والحقيقة أننى تابعت الاجتهادات والتوقعات حول حركة المحافظين وحول التغيير الوزاري المحتمل بعد أن أدي فخامة الرئيس السيسى اليمين الدستورية لفترته الرئاسية الثالثة والأخيرة.. بل إن بعض المصادر الإعلامية بشرتنا بعدد الوزراء والمحافظين الذين سيتم تغييرهم.
ومضى الوقت ولم يحدث التغيير الوزاري، بل ولم يعد أحد يتكلم عن التغيير الوزاري الذى رأه البعض حتميا مع بدء فترة رئاسية جديدة.. وأخشى ما أخشاه أن يكون سبب عدم حدوث التغيير صعوبة العثور على شخصيات تقبل تحمل المسئولية وقادرة على القيام بواجبات ومهام الوظيفة.
وما أثق فيه تماما أن مصر غنية بالكفاءات وغنية بأبنائها المخلصين القادرين على العطاء والإبداع إذا ما أتيحت لهم الفرصة وإذا ما سمح لهم بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية.
ويبقى القول أن التغيير سنة الحياة فلا الشتاء يبقى ولا الربيع يبقى ولابد من تتابع الفصول وتغير الجو ومن ثم تغيير الملابس والأزياء.. والتغيير يعطى الأمل ويمنح الفرصة للتصحيح والإضافة والبناء على ما تم وما كان.
والتغيير لا يعنى أبدا الإساءة إلى المسؤولين الحاليين وهضم حقهم فى توجيه الشكر لهم على ما بذلوه.. ولكن التغيير يعنى ضخ دماء جديدة بآمال جديدة واجتهادات جديدة.
--------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
